تولي كلية القانون في جامعة القادسية اهتمامًا كبيرًا بمحور إدارة النفايات ضمن إطار التنمية المستدامة، إدراكًا منها بأن بيئة جامعية نظيفة ومستدامة تبدأ من ممارسات مسؤولة في التعامل مع المخلفات وتقليل آثارها على البيئة. وانطلاقًا من هذا الوعي، وضعت الكلية آلية واضحة لفرز النفايات وتصنيفها بحسب نوعها عبر حاويات مخصصة ومعلّمة بشكل واضح، في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة لدى الطلبة والكوادر التدريسية والإدارية.

 

تعتمد الكلية نظامًا متكاملًا لإدارة النفايات يقوم على الفرز من المصدر، إذ تم توزيع حاويات ملوّنة ومصنفة داخل أروقة الكلية وساحاتها لتسهيل عملية الجمع والنقل. وتشمل هذه الحاويات فئات متعددة: حاويات خاصة بالنفايات القابلة لإعادة التدوير مثل الورق والبلاستيك والمعادن والزجاج، وأخرى مخصصة لنفايات البطاريات الكهربائية المستهلكة، فضلاً عن حاويات لبقايا الأطعمة، وحاويات للنفايات السامة الناتجة عن الاستخدامات المختبرية أو المواد الكيميائية، إضافة إلى حاويات عامة للنفايات المنزلية اليومية. وقد زُوّدت كل حاوية بلوحات إرشادية معدنية أو فايبر كلاس تحمل رموزًا وألوانًا موحّدة تسهّل عملية التمييز وتزيد من وعي المستخدمين بأهمية التصنيف الصحيح للنفايات.

 

وفي إطار الحد من النفايات غير العضوية، تبنّت الكلية سياسة تقليل استخدام الورق والبلاستيك في تعاملاتها الإدارية والأكاديمية، وذلك من خلال التحول إلى المراسلات الإلكترونية عبر شبكة الإنترانت الداخلية التي تربط الكلية بجميع أقسام الجامعة. هذه الخطوة أسهمت في تقليص كبير لاستهلاك الورق والأدوات البلاستيكية داخل الكلية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتقليل البصمة البيئية للمؤسسات الأكاديمية.

 

وتسعى الكلية أيضًا إلى نشر ثقافة الوعي البيئي بين طلبتها وموظفيها من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية حول أهمية إدارة النفايات وتقليل الاستهلاك. كما تشجع المشاريع الطلابية والبحثية التي تتناول قضايا البيئة والاستدامة وإعادة التدوير ضمن إطار المسؤولية المجتمعية للجامعة.

 

من خلال هذه الخطوات العملية، استطاعت كلية القانون في جامعة القادسية أن تجعل من إدارة النفايات جزءًا أساسيًا من منظومتها البيئية، مؤكدةً أن حماية البيئة الجامعية لا تتحقق فقط عبر البنية التحتية الخضراء، بل أيضًا عبر السلوك المسؤول والوعي الجماعي الذي يرسّخ مفهوم التنمية المستدامة في الحياة اليومية داخل الحرم الجامعي.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *